شابان أصبحا مليونيران فقط من الأنترنت

بدأت القصة ببطليها باتريك وأخيه وهما يقرران تصميم برمجيات ويب مخصصة لمستخدمي موقع المزادات الشهير إي-باي بكثرة، وتهدف هذه التطبيقات إلى تسهيل التعامل مع المنتجات الكثيرة التي يعرضها أصحابها للبيع عبر الموقع. هذا الأمر يجعل التعامل مع المخزون الكبير أمرا سهل التنفيذ والمراقبة.

أسس الأخوان شركتهما Auctomatic معا في مطلع 2007 لكنهما عجزا عن العثور على ممول في بلدهم أيرلندا، سواء من الحكومة أو القطاع الخاص، لكنهما حصلا على موافقة لتمويل مشروعهما من صندوق Y Combinator الأمريكي لتمويل مشروعات انترنت الناشئة، ومقره في ولاية كاليفورنيا والذي شارك في تأسيسه الكاتب والمدون بول جراهام الشهير. هذا التمويل ساعدهما على نقل موقع الشركة الجديدة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، بعد قبولهما دخول شريكين جديدين معهما في شركتهما.
في حين سينتقل الأخ الأكبر للعيش في فانكوفر الكندية، ليستمر في العمل على تطوير تطبيقاته في مقر الشركة المالكة الجديدة، سيضطر أخوه الأصغر للانتظار حتى يكمل دراسته، ثم يلحق بأخيه الأكبر.
يؤكد باتريك على أن العقبة الأكبر التي واجهتهما في البداية كانت التمويل، وكذلك الحصول على المساعدات من أجل تكبير الشركة وتطويرها، وهو ما حصلا عليه في أمريكا، ولم تقدمه له أي جهة في بلدهم أيرلندا.
انتهى الخبر هنا، لكن تعالوا نتناوله ببعض التمحيص. مثل أي بلد في العالم، وليس في العالم العربي فقط، واجه الشباب مشكلة الدعم المالي والدعم الفني، لكنهما عثرا وحصلا عليه في مكان آخر، فهي ليست نهاية المطاف ومصرع الأحلام.
اختار الشابان تقديم خدمة لا يقدمها غيرهما، خدمة تنفع قطاع عريض وكبير من المستخدمين، والأهم: قطاع يملك المال ويستطيع أن يستثمر في خدمتهما الجديدة. عوضا عن تقديم خدمات لفئة نيتش، قدماها لفئة كثيرة تملك المال، فئة البائعين في موقع تجارة إلكترونية.
هل زرت موقع شركتهما؟ إنه نموذج للموقع الذي يقدم خدمات: قلة نسبية في المعلومات المقدمة في الصفحة الأولى، نظام تصفح بسيط يناسب الجميع، رابط يشرح ما لدى الموقع ليقدمه، مع صورة، ومع ثناء من أحدهم على الموقع.
يفكر الكثير منكم في عمل مشروع عبر انترنت، وأقدم لهم هذا المثال الحي، ويرسلون لي مواقعهم ويطلبون رأي، وأقول لهم افعلوا مثل الأخوين، لا تضعوا أشياء كثيرة في أول الموقع، وأخبروا الزائرين عما تقدموه لهم بشكل سهل، واستعملوا نظام تصفح سهل وبسيط لموقعكم.
إنني أتمنى لو عرض مرشد مشروعه درب على صندوق Y Combinator، فمن يدري، لعلها تكون فاتحة خير له ولمن سار على دربه من بعده!