عيون العرب الجزائرية المتنوعة

اهلا بكم يرجئ التسجيل قبل المغادرة

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

عيون العرب الجزائرية المتنوعة

اهلا بكم يرجئ التسجيل قبل المغادرة

عيون العرب الجزائرية المتنوعة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
عيون العرب الجزائرية المتنوعة

منتدى تبادل العلم والمعرفة لغد أفضل ولمستوى أرقى للعرب


    إدارة وإستثمار الوقت

    avatar
    Admin
    Admin


    عدد الرسائل : 356
    تاريخ التسجيل : 26/12/2007

    إدارة وإستثمار الوقت Empty إدارة وإستثمار الوقت

    مُساهمة من طرف Admin الأربعاء ديسمبر 24, 2008 6:51 am

    انقل لكم موضوع
    ادارة واستثمار الوقت

    إدارة واستثمار الوقت
    قيم مفقودة في حياة المسلمين
    [url=http://www.alukah.net/articles/1/4493.aspx#وقت مهدر#وقت مهدر]- المسلمون اليوم في حاجة ماسة لمعرفة قيمة الوقت، واستثمار فائضه في العمل والإنتاج.[/url]
    [url=http://www.alukah.net/articles/1/4493.aspx#مهارة تنظيم الوقت#مهارة تنظيم الوقت]- مهارة تنظيم الوقت يجب أن تصبح مادة أساسية في مناهج التعليم بالدول العربية والإسلامية.[/url]
    - إنتاجية العربي تقدر بـ 46 دقيقة في اليوم، بينما الياباني تصل إنتاجيته إلى 16 ساعة عمل.
    * * * * *


    إدارة الوقْت أَصبحتْ من الموضوعات الهامَّة، التي يَتناولُها عُلماء الاجتِماع والإدارة في أبْحاثِهِم وكتاباتِهم المتنوِّعة، والدُّول المتقدِّمة تَهتمُّ بدراسات تَخصيص الوقت أو موازنة الوقت، وكيفيَّة توزيعه على الأنشطة المختلفة التي يُمارسها الأفراد، فالوقت ثروةٌ قوميَّة، وأسلوب استغلال الأفراد له يؤثر على الجوانب الاقتصاديَّة والسياسيَّة، والاجتماعيَّة والثقافيَّة للمجتمع.

    قيمة الوقت:
    والوقت من أندر الموارد في هذه الحياة، فهو إذا انقضى لا يعوض، ولا يستطيع الانسان أن يخزنه أو يشتريه، بل هو الحياة نفسُها، وعمر الإنسان ما هو إلا ساعات ودقائق وثوانٍ، فوقْت الإنسان هو حياته، ووقته هو نَهاره وليله، وهو عمره، وكل شمس تغرب هو يوم ينقص من عمر الإنسان، ورصيده الحقيقي هو ما بقي من أيام حياته.

    كما أنَّ الوقت مالُ الله، وحرام على الإنسان أن يضيع مال الله في غير منفعة، لا سيَّما نَحن - العرب والمسلِمين - الذين نوصم دائمًا وأبدًا بفقْدان الهمَّة والشهية للعمل، ونتَّهم بالكسل والتَّراخي، فإِنْتاجيَّة العربي تقدَّر بـ 46 دقيقة في اليوم، بيْنما إنتاجيَّة الياباني فتقدَّر بـ 16 ساعة عمل.

    والمسلم مسؤول عن وقْتِه يوم القيامة، ومن الغَبْنِ أن يضيِّعه أو يفرط فيه؛ فقد صَحَّ عن الرَّسول - صلَّى الله عليْه وسلَّم - أنَّه قال: ((لا تزولُ قدما عبدٍ يوم القيامة حتى يُسأل عن أربع: عن عُمُرِه فيم أفناه، وعن شبابِه فيم أبْلاه، وعن مالِه من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وعن علْمه ماذا عمِل به)).

    إنَّ أعظم وأغلى ما وهبه الله للإنسان بعد نعمة الإيمان في هذه الحياة - هو الوقت، والذي هو في الحقيقة الحياة، والوقت الذي مضى لا يُمكن استرجاعه أو أي جزء منه، وقد عبَّر عن ذلك الحسن البصري بقوله: "ما من يومٍ ينشقُّ فجْره إلا وينادي: يا ابن آدم، أنا يوم جديد، وعلى عملِك شهيد، فاغتنمني، وتزوَّد منِّي، فأنا لا أعود إلى يوم القيامة"، والعاقل مَن يَحرِص على المُسارعة إلى استِغْلال وقتِه فيما ينفع ويُفيد؛ حتى لا يخسره أو يُغْبن فيه، والله - سبحانه وتعالى - سائل الإنسان عن هذا العمر الذي يضيعه، سائله عن كل دقيقةٍ تَمرُّ من حياته، فكيف بالساعات الطوال؟! وكيف بالأيام الخالية؟! وكيف بالأشهر الماضية في اللَّهو واللعب؟!


    الوقت من ذهب:
    وإذا نظرنا إلى قيمة الوقت في نظر الإسلام نَجِدها كبيرة، فالوقْت: هو الظرف الزمني الذي يُؤدي فيه الإنسانُ نشاطَه، الذي يَفِيد منه في حياته الدنيويَّة والأخرويَّة، وضياع أي جزء منه خسارة كبيرة، ويندم يوم القيامة على التفريط فيه؛ كما قال تعالى في أهل النار: {رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَ لَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمْ النَّذِيرُ} [فاطر: 37].

    والعمر وهو رأس مال الإنسان الذي ينفق منه، ومهما كثُر فهو قليل، ومهما طال فهو قصير، والآمال تَخترِمُها الآجال؛ ومن هنا حثَّ الإسلام على المُبادرة بالعمل الصالح، وعدم ضياعِ أيَّة لحظةٍ من لحظات العُمُر في غير ما يُفِيد، ومن مظاهر هذا: ما جاء في حديث البُخاري: ((نِعمتانِ مغبونٌ فيهما كثيرٌ من النَّاس: الصِّحَّة والفراغ"، وما جاء في حديث ابنِ أبي الدُّنيا بإسنادٍ حسن: ((اغتنم خمسًا قبل خمس: شبابك قبل هَرَمِك، وصحَّتك قبل سقمك، وغناك قبل فقْرِك، وفراغك قبل شُغْلِك، وحياتك قبل موْتِك)).

    وقد قال أبو بكر الصِّدِّيق - رضي الله عنه -: "إنَّكم تغدون وتروحون في أجلٍ قد غيِّب عنكم عِلْمُه، فإن استطعْتُم أن تنقضي الآجال وأنتُم في عمل الله – ولا تستطيعون ذلك إلا بالله – فسابِقوا في مهل بأعْمالِكم، قبل أن تنقضي آجالُكم، فتردكم إلى سوء أعمالكم، فالوحا الوحا، النجاءَ النجاءَ، فإنَّ وراءَكم طالبًا حثيثًا أمرُه، سريعًا سيْره".

    وما قاله عمر بن الخطاب، وهو نموذج صالحٌ لكل العاملين والمسؤولين، حين جاء معاوية بن خديج يبشِّره بفتْح الإسكندريَّة، فوصل المدينةَ وقت القيلولة فظنَّ أنَّه نائم يستريح، ثم عَلِمَ أنَّه لا ينام في ذلك الوقت، وقال لمعاوية: "لئن نِمتُ النَّهار، لأضيعنَّ حقَّ الرَّعية، ولئن نمت الليل، لأضيعنَّ حق الله، فكيف بالنَّوم بين هذين الحقَّين يا معاوية؟!".

    وقال ابن القيم الجوزية: "وقت الإنسان هو عمره في الحقيقة، وهو مادَّة حياته الأبدية في النعيم المقيم، ومادَّة معيشته الضَّنك في العذاب الأليم وهو يَمر مرَّ السحاب، فما كان من وقته لله وبالله، فهو حياتُه وعمره وغير ذلك ليس محسوبًا من حياته، وإن عاش فيه عيش البهائم، فإذا قطع وقته في الغفلة والسَّهو والأماني الباطلة، وكان خير ما قطعه به النَّوم والبطالة - فموْتُ هذا خيرٌ له من حياته".

    والحياة كما عبر عنها الشاعر العربي دقائق معدودة :
    [center]دَقَّاتُ قَلْبِ المَرْءِ قَائِلَةٌ لَهُ إِنَّ الحَيَاةَ دَقَائِقٌ وَثَوَانِ
    فَارْفَعْ لِنَفْسِكَ بَعْدَ مَوْتِكَ ذِكْرَهَا فَالذِّكْرُ لِلإِنْسَانِ عُمْرٌ ثَانِ
    [/center]


    [بعد موتك: بمعنى أن يذكره النَّاس بالخير والعمل الصالح بعد موته].

    والإنسان العاقل من يغتنم هذه الدقائق والساعات قبل أن تمر، كما قال الشاعر:

    [center]إِذَا هَبَّتْ رِيَاحُكَ فَاغْتَنِمْهَا فَعُقْبَى كُلِّ خَافِقَةٍ سُكُونُ
    وَلا تَغْفُلْ عَنِ الإِحْسَانِ فِيهِ فَلا تَدْرِي السُّكُونُ مَتَى يَكُونُ
    [/center]


    وقد قال أمير الشعراء أحمد شوقي: إن "أمس" الذي فات ومضى صار قديمًا قدم عصر "عاد"، الضارب في القدم؛ لأن "الماضي" ماضٍ، سواء كان قريبًا أو بعيدًا، فهو - "الماضي" القريب أو البعيد، سواء من حيث أنه مضى ولن يعود، يقول:

    [center]وَأَمْسِ كَعَادٍ وَإِنْ كَانَ مِنْكَ قَرِيبَ الخَيَالِ لِطَيْفَ الصُّوَرْ
    [/center]


    وكان الرَّسول - صلَّى الله عليْه وسلَّم - في حياتِه من أحرَص النَّاس على اغتنام كل لحظة من لحظاتِ وقْتِه لصالح الإسْلام والمسلمين، مهْما كانت الأوضاع قاسيةً وحرِجة؛ ليعلِّم المسلمين اغتنام أوقاتِ عمرِهم المحدودة، ولا ينبغي التَّقصير في القيام بالواجبات حتَّى في أحْلك الأيَّام وأخطرها.

    كما كان السلف الصالح من أحرص النَّاس على اغتِنام أوقاتِهم، فمن أقوالِهم المشْهورة في هذا الصَّدد: "الوقت كالسيف؛ إن لم تقْطَعْه قطَعَك"؛ أي: إن لم تقطعْه باستخدامِه بالعمل المبرور والسَّعْي المشكور، قطعك بالذُّلِّ والخُسْران والضياع والهوان، وقال الحسن البصري - رحِمه الله - وهو يَحُثُّ على العمل، واغتِنام فرصة العمر القليلة: "يا ابنَ آدَم، أنت أيَّام مَجموعة، كلَّما ذهب يوم، ذهب بعضُك، ويوشك إذا ذهب البعض أن يذهب الكل وأنت لا تعلم، فاعمل، فاليوم عمل ولا حساب، وغدًا حساب ولا عمل".

    التلفاز وقتل الوقت:
    وحياة المسلمين المعاصرة تتغاير كليًّا وجزئيًّا مع هذه التَّعليمات القرآنيَّة والنبويَّة، الخاصَّة بتعظيم الوقت وحسن إدارته، فأوْقات المسلمين مُهْدرة، وقد وجدْنا أكثرهم يتفنَّن في تضْيِيع وقتِه بوسائل عدَّة، أشهرُها التلفاز الذي يعمل على مدى 24 ساعة، فالتِّلْفاز من الآفات الحديثة التي تقتل الوقْت دون أن يشعر به صاحبه، وقد أظهرت دراسة تُعْتبر الأولى من نوعها عن "موازنة الوقت لدى المصريين"، قدَّمها مركز الأبحاث الجنائية: أن التلفزيون أهم ما يشغل الأسرة المصرية في الإجازات الأسبوعية والسنوية، وأنه يلتهم أوقات الفراغ، وتشير بعض الإحصائيات إلى: أنَّ الإنسان عندما يبلغ العشرين من العمر يكون قد تعرَّض لما لا يقل عن عشرين ألف ساعة بثٍّ تلفزيوني، وقد لا يعني هذا العدد من الساعات شيئًا، إلا إذا علمنا بأنَّ عدد الساعات التي يَحتاجها الدَّارس لنيل درجة البكالوريوس هي في حدود خمسة آلاف ساعة، وإنَّ عشرة آلاف ساعة من الدراسة تكفي لتَحْقيق أعظم الأحلام في الحصول على شهادات وتعلُّم لغات، بل ودراسة الكثير مما كتب في العلوم والآداب.

    وقصَّة الكتاب المشهور لأحد الاقتصاديين الألمان، والذي سماه: "خمس دقائق قبل الطعام"، وسر شهرته المتعلِّقة بكتابه، جاء من كونه استغلَّ الدقائق الخمس التي كان يجلس فيها إلى مائدة الطعام منتظرًا فيها زوجته، وهي تعدُّ وتضع معدات ومواد الطعام على المنضدة، ففكَّر في أن لا يضيع هذا الوقت في الانتِظار دون عمل، فكتب الخواطر الفكريَّة التي تلمس عقله ووجدانه خلال دقائق الانتظار، وكان من نتائج هذه الدَّقائق الخمس هذا الكتاب الشهير.

    الوقت الضائع:
    وإذا نظرْنا في واقعنا اليوم نجد أنَّ الوقت الضَّائع في حياة المسلمين يُمثِّل حجمًا كبيرًا، فنجد العدد الكبير من الناس جالسًا في كثير من الدوائر ينتظر إنْهاء معاملته، ونجد الموظفين الذين يقتلون وقتهم بقراءة الصحف، والاستِرْخاء والعبث دون المبالاة بالوقت الضائع منهم ومن أصحاب الحاجات، ثم تجد الارتجال والسلوك غير الواعي في تعطيل أنشطة الأمة ومصالحها تحت شعارات الوطنية.

    لقد بلغ عدد أيام الدراسة في بعض الأقطار خمسة وأربعين يومًا فقط خلال السنة كلها، وباقي الأيام ذهبت في المظاهرات واللهو والصَّخب والعبث، دون أن يعود ذلك على الأمَّة بشيء من الخير، ونَحن اليوم نحصد ما نلقاه من هزائم وهوان، لم يكن إلا حصاد سنين طويلة مرَّت بنا، ضاع فيها الجهد، وضاع فيها الوقت.

    ولذلك نعيد ونؤكد أهمية الوقت في الإسلام وأهمية تنظيمه في حياة الأمة، ونؤكد مسؤولية الدعوة الإسلامية على تدريب أبنائها على احترام الوقت، والاستفادة منه على أحسن وجه ممكن، من خلال الإدارة والنظام والنهج والتخطيط.

    استثمار فائض الوقت:
    إنَّ المسلمين اليوم وقد تأخَّروا عن ركْب الحضارة والتقدُّم وصاروا في مؤخرة الرَّكْب، في حاجة ماسَّة ليعلموا قيمة الوقت، ويستثمروا فائضَ هذا الوقت في حياتِهم، ويدركوا قيمة العمل، فالأمَّة التي تجعل العمل من مقوِّمات وجودها، وهدفًا أساسًا لها في الحياة لن تَحصُد - بفضل الله ثُمَّ بعملها - إلا مجدًا باهرًا، وازدِهارًا ساطعًا.

    ومن المهارات التي يَجب أن ندرسها في حياتِنا، ونتعلَّمها جميعًا، وتصبح مادَّة أساسيَّة في مناهج التعليم: مهارة تنظيم الوقت، ومن ينظِّمُ وقته يكون فعالاً، ويستفيد بشكْلٍ كبير من تنظيمه للوقْت، أمَّا مَن لا يستفيد من تنظيمه للوقْت، فتراه مشغولاً في طاحونة الحياة، يكدُّ ويعمل بلا راحة، وقد يُحسُّ بالملل؛ لأنَّه لا يعرف ماذا يفعل في فراغه الكبير، أو أنَّه متخبِّط في أعمال قليلة الأهمِّيَّة.

    وإذا بدأ أيُّ شخص بتنظيم وقتِه بطريقة فعَّالة، فسيحصل على نتائجَ فوريَّة، مثل زيادة الفعالية في العمل والمنزل، وتَحقيق الأهداف المنشودة بطريقةٍ أفضل وأسْرَع.

    وتنظيم الوقْت لا يعني الجِدَّ بلا راحة، وإنَّما يعني المزيد من السعادة، والسيطرة على الظروف المحيطة بنا، بدلاً من أن تُسيْطر عليْنا وتَحرمنا السَّعادة.

    فالمسلم اليوم مطالب بأن يأخذ بزمام المبادرة، ويبدأ في التفكير الجدِّي حول حياته، وكيف يديرها ويقودها نحو ما يهدف إليه، وحتَّى ينظم وقتَه يجب عليه أن يكون صاحب أهداف وتخطيط، وإن لَم يكُنْ لديْه أهداف، فلا فائدة من تنْظيم الوقْت.

    إنَّ جهدًا كبيرًا في حياة الأُمَّة يُهدَر فيما لا طائلَ منه، في فوضى ولهو وعبث، وسوء إدارة ونظام، ولقد نشرت دراسات حوْل طاقة الإنتاج في دول متعددة، فكانت دول العالم الثالث والعالم العربي الأضعف إنتاجًا. فلو فرضنا أنَّ ساعات العمل ثماني ساعات، كانت الإحصائية تشير إلى أن ساعات الإنتاج ساعة واحدة، والساعات الضائعة سبع، وأمَّا لدى الدول الأخرى، فكانت ساعات الإنتاج قرابة ضعف ساعات العمل، أو أقل من ذلك قليلاً.

    ونرى من ذلك الوقت الكبير الذي يهدر في حياة المسلمين، والجهود الكثيرة التي تتبعثر وتضيع، وأثر ذلك في جميع نواحي حياة المسلمين الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وغيرها.

    إنَّ المجتمع الغربي وما يعتنق من مذاهب بشريَّة يقدِّر الوقت بميزان مادِّي دنيوي هابط، ولكنَّه يوفِّر الحافزَ المادِّي للإنتاج، أمَّا الإسلام فينظر للوقْت نظرة أخرى، نظرة أسْمى وأصدق وأعدل، فالمالُ الذي يضيع من الإنْسان قد يُيسِّر الله لك استعادته بفَضْلِه وعوْنِه، وأمَّا الدقيقة التي تَمرُّ فلن تعود ولن تستعاد، وهذه سنَّة الله في الزَّمن وفي الحياة الدنيا.

    ولا يُريد الإسلام من أبنائه أن يهدروا الوقت في اللَّهو والسَّمر الضائع، كما يحدث في واقعِنا اليوم، حتَّى درج على الألسنة أن يقول الرَّجل لصاحبه: تعال نقتل الوقت أو نضيع الوقت! ويقتلون الوقت فعلاً بالنَّرد ولعب الورَق وغيرها، مما لا يقدِّم للأمَّة خيرًا وهي في أسوأ مراحل تاريخها، إنَّهم لا يقتلون الوقت، ولكنهم يقتلون الأمَّة ويقتلون أنفسهم.

    والإسلام يريد من أبنائه أن يروِّحوا عن أنفسهم بين الحين والآخر، حتَّى يستعيدَ المسلم نشاطَه وقوَّته، دون أن يُبالغ في التَّرويح عن النَّفس حتَّى يضيع الوقت أو يقع في الإثم.

    وينهى الإسلام عن كلِّ ما يضيع وقت المسلم، فقد نهى عن الجدل والقيل والقال، والشقاق والتدابُر والشحناء، ودعا إلى كلِّ ما يَجمع الجهود ويصون الوقْت.

    وحين حرَص المسلمون على الوقت، ونظَّموا حياتَهم كما يأمرهم الإسلام، أنجزوا ما لم تُنْجِزه أمَّة في التَّاريخ، ففي حدود عشرين عامًا منذ بدْءِ الدَّعوة الإسلاميَّة دانت الجزيرة العربيَّة كلها للإسلام، وأخذ المسلمون يستعدُّون للتصدِّي للظَّالمين المعْتدين من الرُّومان والفرس، ثم امتدت الدعوة في الأرْضِ شرقًا وغربًا وشمالاً، خِلال فترةٍ قصيرةٍ تَوالت الانتِصارات فيها.

    لقد كان من جُملة ما تَميَّز به الصفُّ المؤمن آنذاك الإدارة والنظام، وتنظيم الوقت والجهد، فالإدارة والنظام عامل رئيس لاحتِرام الوقت والاستفادة منه، والإدارة والنظام قاعدةٌ رئيسة في الإسلام ومنهجه، فالشعائر كلها مرتَّبة على أساس ذلك، وعلى أساس تنظيم الوقت في حياة المسلمين.

    إرشادات لإدارة الوقت:
    ويقدم لنا خبراء الإدارة والاجتِماع مَجموعة من الإرْشادات تُساعِد في إدارة الوقْت، تتمثل فيما يلي:
    1- ضعْ جدولاً لليوم أو للغد قبل بدء العمل، واحرص على عمل ذلك في غير ساعات العمل، حين تكون مسترخيًا وقادرًا على التَّركيز، وضمِّنها كلَّ شيء تنوي عمله خلال اليوم القادم ومتى ستفعله.

    2- رتِّب مهامَّك بحسب أولويَّة كلِّ واحدة منها، فضع قائمة بالمشاريع التي تقوم بتنفيذها مبتدئًا بالمشاريع الأهمِّ ثُمَّ الأقلِّ أهمِّيَّة وهكذا، ثم حدِّد بعد ذلك أيّها بِحاجة إلى أن تنفِّذه اليوم، وأيّها ستنفذه بنهاية الأسبوع أو بنهاية الشهر.

    3- حاول أن تفرغ ممَّا في يدك من عمل قبل أن تنتقِل لمهمَّة أخرى، فإذا كانت لديك ثلاثة أمور يتوجَّب عليْك عملها اليوم، وثلاثة أخرى يتعيَّن عليك عملها خلال شهر من الآن، خذ المهام الثلاثة الأولى ثم حدِّد أيها أكثر أهمية، ثم اشرع في تنفيذه ولا تنصرِفْ عنه إلا بعد أن تفرُغ منه، ثم انتقل إلى المشروع الذي يليه وهكذا.

    4- لا تضيع أوقات الفراغ، أحيانًا يجِدُ الإنسان نفسه محبوسًا عند نقطة معيَّنة؛ بسبب ظروف خارجة عن سيطرته، وذلك كأنْ يعجِز عن مواصلة العمل في المهمَّة الأولى إلا بعد أن يتلقَّى مكالمة هاتفيَّة من شخْصٍ ما، وفي هذه الحالة فقط يُمكِنُك الانتِقال إلى المشروع الثاني من حيث الأهمِّيَّة، لكن عليك أن تعود إلى المشْروع الأوَّل حالمًا، تتلقَّى المكالمة التي تنتظرها من ذلك الشخص.

    5- لا تخف من المشاريع الكبيرة؛ لأنَّ المهام الكبيرة تنجز بسرعة إذا جزَّأتها إلى عدد من المهامِّ الصغيرة، إنَّ كثيرًا من النَّاس يفضلون البدء بالمهام الأصعب، فإذا كانتْ لديْك مهمَّة يُمكِنُك إنْجازها في مقدار مستمرٍّ من الوقت - مثل: عمل مكالمات هاتفية وانتظار الرد عليها - فمن الأفضل أن تبدأ بِها، ثمَّ تنتقل إلى أداء مهمَّة أخرى في فترة انتظارك للخطوة التالية، وإذا توجَّب عليك ترْك رسائل صوتية لمن تُهاتف من الأشخاص، فاحرص على تزويدهم بأكبر قدر من المعلومات، عن الأمور التي تَحتاج إليْها، ومتى تحتاج إليها؛ لأنَّ ذلك سيوفِّر عليْك كثيرًا من الوقت.

    6- رتِّب المهامَّ الصَّغيرة بِحسب أولويَّتِها، بعد أن تفرغ من إنْجاز جَميع المهامِّ الواجب إنْجازها في هذا اليوم، اختَرْ عددًا من المشاريع الأقل أولويَّة؛ لتنفق فيها ما تبقَّى لك من وقت في ذلك اليوم، لكن ركِّز على المهام التي يُحتمل أن تكتسِب أهمِّيَّة في القريب العاجل، أو على المشاريع الكبيرة التي تَحتاج إلى تقْسيمِها إلى أجْزاء صغيرة، وتجافَ عن عمل أيِّ شيء قد يُحوِجك تبدُّلُ الظروف إلى إعادة عمله من جديد

    منقول لكم من الالوكة
    http://www.alukah.net/articles/1/4493.aspx


      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة أبريل 19, 2024 10:43 am